أقتلوني ولكن لا تغمضوا عيوني، هي عبارة لطالما تكرّرت في ذهن ياسف سعدي والتي جاءت على فم الشهيد العربي بن مهيدي، أو كما يحلو لـفرانسوا ميتيران بتسميته "منتشي الثورة"، لأن الشهيد لا ولم يكن
ليقبل أن يبوح بأي سرّ حول أعمال أو مخطّطات أجندة الثورة الجزائرية، وقال ياسف سعدي في حوار اجرته معه "البلاد"، العربي بن مهيدي كان رجلا عظيما قلّ نظيره" ياسف سعدي قال إنّ العربي بن مهيدي ما كان له أن يخون الثوّار والثورة، كيف يكون ذلك وهو الذي قال له أريد أن أعيش وأشهد تعذيب هذه البشرة البائسة حتّى أحس ما يحس الذي يتم القبض عليه، وحتى لا أظلمه بمواقفي وأفعالي، العربي بن مهيدي واستنادا لأقوال ياسف سعدي، لم يعذّب حين القبض عليه ولم ينتحر كما تروّج له وسائل الاعلام الفرنسية، بل قتل رميا بالرصاص، وهي تصريحات استقاها ياسف من الكولونيل الفرنسي غودار الذي قال له بالكلمة "كيف نستطيع أن نعذّب شخصا كالعربي بن مهيدي ومن له القدرة على مساس رجل ذو دهاء كبير". قنل العربي بن مهيدي رميا بالرصاص في وقت قصير بعد إلقاء القبض عليه، وذلك بأمر من فرانسوا ميتيران الذي كان يائسا منذ البداية من عدم جدوى من التحقيق مع بن مهيدي وقال فيه "لا تنتظروا منه شيئا لأنّ هذا النوع من الرجال منتشي بالثورة"، ودفن بن مهيدي بالقطار، وحينها قام ياسف بإرسال نساء الى المقبرة لمعرفة قبر بن مهيدي وبعد مدّة تمّ فتح القبر لإعادة دفن الشهيد بباب الزوار وهناك تأكّد ياسف أنّ بن مهيدي قتل رميا بالرصاص بدليل اثر الرصاصات الباقي في عظامه. قائد المنطقة المستقلّة بالعاصمة قال عن بن مهيدي إنّه كان من المحافظين على صلاته لدرجة لا يمكن تخيّلها، بل كان لا يترك الصلاة ابدا وكان من المسلمين حقا، ويعود للحديث عن كيفية توقيف الشهيد ليقول إنّه تم توقيفه بشارع ديبوسي بالعاصمة، وكان ياسف من قبل قد أعدّ لبن مهيدي 3 بطاقات تعريف الأولى باسم عيدون عبد الرحمان والثانية باسم جقنون واخرى ثالثة تسمح له بالتجوّل ليلا وبعد فرض حظر التجوّل بصفة موزّع الجرائد حتى يتمكّن من التجوّل ليلا وبحريّة، كما اوصاه بعدم حمل السكين معه، تحسّبا لأي حالة تفتيش. وعاد ياسف سعدي للحديث عن اقوال بن مهيدي والتي قال عنها ياسف إنّها تحقّقت، وكان أشهرها تمنّيه الموت قبل أن تاخذ الجزائر استقلالها، حيث قال له "خايف كل هاد الشي يروح باطل"، على خلفية ذهابه لمصر وتشاجره مع بن بلة والاخرون عند طلبه منهم العودة الى ارض الوطن والكفاح وتعبئة الشعب، وهناك قال العربي بن مهيدي جملته الشهيرة لياسف "من دكا راهم يضاربو على المسؤولية نهار نستقلو كيفاه، نطلب ربي ندير الواجب ونروح".